فصل: (سورة البقرة: آية 236):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{يتوفّون} فيه إعلال بالحذف، حذف حرف العلّة- لام الكلمة- لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وزنه يتفعّون بفتح عين الكلمة المشدّدة دلالة على الألف المحذوفة {يذرون} فيه إعلال بالحذف أصله يوذرون لأن ماضيه وذر، حذفت فاؤه للاستثقال، وزنه يعلون بفتح العين، وهو من الباب الرابع فرح يفرح أو وسع يسع، وماضيه مهمل عند العرب، وكذلك مصدره واسم فاعله، فلا يقال وذر زنة شهم ولا واذر، بل ترك وتارك، ويقول: ذره تركا، ويذره تركا.
{عشرا} جاء لفظه مذكّرا لأن مميّزه مؤنّث وهو الليالي لأنها الأصل في حساب الأيام.
{خبير} حكمه في التصريف حكم بصير [انظر الآية 233].

.الفوائد:

1- {الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجًا يَتَرَبَّصْنَ}.
في إعراب الآية آراء كثيرة ومتغايرة للعديد من أئمة النحو واللغة نلخص الأهم منها بما يلي:
أ- سيبويه: يرى أن {الذين} في محل رفع مبتدأ حذف خبره وتقديره نتلو عليكم حكمهم.
ب- الزمخشري: {الذين} مبتدأ على تقدير حذف المضاف وأزواج الذين.
ج- المبرد: جعل جملة يتربصن خبرا لمبتدأ محذوف التقدير أزواجهم يتربصن.

.[سورة البقرة: آية 235]:

{وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة {لا جناح عليكم} مرّ إعرابها، {في} حرف جرّ {ما} اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا، {عرّضتم} فعل ماض مبنيّ على السكون وفاعله الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب {عرّضتم} {من خطبة} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير في {به} {النساء} مضاف إليه مجرور {أو} حرف عطف ويحتمل معاني كثيرة منها الإباحة أو التخيير أو التفضيل {أكننتم} مثل عرّضتم {في أنفس} جارّ ومجرور متعلّق ب {أكننتم} و{كم} ضمير متّصل مضاف إليه {علم} فعل ماض {اللّه} لفظ الجلالة فاعل مرفوع أنّ حرف مشبّه بالفعل للتوكيد وكم اسم أنّ في محلّ نصب السين حرف استقبال {تذكرون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل و(هنّ) ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي علم.
الواو عاطفة لكن حرف استدراك لا عمل له لا ناهية جازمة تواعدوا مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و(هنّ) ضمير مفعول به {سرّا} مفعول به ثان منصوب أي نكاحا، إلّا أداة استثناء أن حرف مصدري ونصب {تقولوا} مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل {أن تقولوا} في محل نصب على الاستثناء {قولا} مفعول به منصوب {معروفا} نعت ل {قولا} منصوب مثله.
الواو عاطفة لا ناهية جازمة {تعزموا} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل {عقدة} مفعول به منصوب بتضمين تعزموا معنى تنووا، {النكاح} مضاف إليه مجرور {حتّى} حرف غاية وجرّ {يبلغ} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى {الكتاب} فاعل مرفوع أجل مفعول به منصوب والهاء ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل {أن يبلغ} في محلّ جرّ ب {حتّى} متعلّق ب {تعزموا}.
الواو استئنافيّة {اعلموا} فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل {أنّ} حرف مشبّه بالفعل للتوكيد {اللّه} لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب {يعلم} مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو {ما} اسم موصول في محلّ نصب مفعول به في أنفس جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما وكم ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعوليّ اعلموا.
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر احذروا مثل اعلموا والهاء ضمير مفعول به الواو عاطفة {اعلموا أنّ اللّه} مثل الأولى {غفور} خبر أنّ مرفوع {رحيم} خبر ثان مرفوع.
جملة: لا جناح عليكم لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم.
وجملة: عرّضتم لا محلّ لها صلة الموصول ما الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة: {أكننتم} لا محل لها معطوفة على جملة عرّضتم.
وجملة: {علم اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة أو معترضة.
وجملة: {ستذكرونهنّ} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {لا تواعدوهنّ} معطوفة على مقدّر أي: فاذكروهنّ ولكن لا تواعدوهنّ.
وجملة: {تقولوا} لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: {لا تعزموا} معطوفة على جملة لا تواعدوهنّ.
وجملة: {يبلغ الكتاب} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.
وجملة: {اعلموا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يعلم} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: احذروه لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان اللّه مطّلعا على ما في أنفسكم فاحذروه.
وجملة: اعلموا الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة اعلموا الأولى.

.الصرف:

{خطبة} مصدر بمعنى خطاب المرأة في التزويج، وهنا جاء المصدر مضافا إلى المفعول والأصل: من خطبتكم النساء، وهو بكسر الخاء كالقعدة والجلسة، وهو إمّا مأخوذ من الخطب أي الشأن لكونه شأنا من الشؤون، وإمّا من الخطاب لكونه من المخاطبة تجري بين الرجل والمرأة.
{سرّا} اسم مصدر لفعل أسرّ الرباعيّ وزنه فعل بكسر فسكون، أمّا المصدر القياسي فهو إسرار.
{معروفا} اسم مفعول من عرف يعرف باب ضرب، وزنه مفعول أي ما عرف شرعا [الآية 178].
{عقدة} استعمل اللفظ هنا استعمال المصدر أي عقد النكاح، فيكون المصدر مضافا إلى المفعول، ووزن عقدة فعلة بضمّ فسكون، والعقدة في الأصل موضع العقد.
{النكاح} مصدر سماعيّ لفعل نكح ينكح المرأة باب ضرب وباب فتح، وزنه فعال بكسر الفاء.
{الكتاب} اسم بمعنى المكتوب أي المفروض من العدّة، وزنه فعال بكسر الفاء.
{حليم} من صيغ المبالغة والصفة المشبّهة، وهو هنا صفة مشبّهة فهو من باب كرم ويدلّ على الدوام والثبوت [وانظر الآية 225].

.البلاغة:

{وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ}.
في الآية فن طريف هو فن التعريض وبعضهم يدخله في باب الكناية.
فإن قلت: أي فرق بين الكناية والتعريض؟ قلت: الكناية: أن تذكر الشيء بغير لفظه الموضوع له، كقولك: طويل النجاد والحمائل لطول القامة وكثير الرماد للمضياف. والتعريض أن تذكر شيئا تدل به على شيء لم تذكره، كما يقول المحتاج للمحتاج إليه، جئتك لأسلم عليك ولأنظر إلى وجهك الكريم.
وكأنه إمالة الكلام إلى عرض يدل على الغرض ويسمى التلويح لأنه يلوح منه ما يريده.

.الفوائد:

1- التعريض نحو قول الرجل للمرأة: إنك جميلة أو صالحة أو نافعة أو يقول. عسى اللّه أن يسر لي امرأة صالحة لأنني أرغب بالزواج ونحو ذلك من الكلام الموهم أنه يريد نكاحها حتى تحبس نفسها عليه إن رغبت فيه ولا يصرح لها بالنكاح.
2- خطب المرأة يخطبها خطبا وخطبه، بالكسر، والخطيب الخاطب والخطب: الذي يخطب المرأة. وهي خطبه التي يخطبها، والجمع أخطاب. ورجل خطّاب: كثير التّصرّف في الخطبة قال:
برّح بالعينين خطّاب الكثب

يقول إني خاطب وقد كذب

وإنما يخطب عشا من حلب

3- فاحذروه: الفاء هي الفاء الفصيحة.
الفاء الفصيحة: هي التي يحذف فيها المعطوف عليه مع كونه سببا للمعطوف من غير تقدير حرف الشرط، وسميت فصيحة لأنها تفصح عن المحذوف وتفيد بيان سببه.
وقال بعضهم: هي الفاء الداخلة على جملة مسببة عن جملة غير مذكورة كقوله تعالى: {فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ} أي ضرب فانفجرت وقوله تعالى: {لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ فَكَفَرُوا بِهِ} التقدير: فجاءهم محمد بالذكر فكفروا به.

.[سورة البقرة: آية 236]:

{لا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ (236)}.

.الإعراب:

{لا جناح عليكم} سبق إعرابها، {إن} حرف شرط جازم {طلقتم} فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم.. و(تم) ضمير فاعل {النساء} مفعول به منصوب ما مصدريّة ظرفيّة تتضمّن معنى الشرط- أو شبيهة بالشرط، لم حرف نفي وجزم وقلب {تمسّوا} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون و(هنّ) ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّل {ما لم تمسّوهنّ} في محلّ نصب على الظرفية الزمانيّة متعلّق بخبر لا المحذوف.
أو عاطفة {تفرضوا} مضارع مجزوم معطوف على {تمسّوهنّ}..
والواو فاعل، اللام حرف جرّ و(هنّ) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب {تفرضوا} {فريضة} مفعول به منصوب الواو عاطفة متّعوا فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و(هنّ) ضمير مفعول به {على الموسع} جارّ ومجرور متعلّق بخبر محذوف مقدّم قدر مبتدأ مرفوع مؤخّر والهاء ضمير مضاف إليه الواو عاطفة {على المقتر قدره} مثل الآية المتقدّمة {متاعا} مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو اسم مصدر {بالمعروف} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل {متاعا} {حقا} مفعول مطلق لفعل محذوف وهو مؤكّد لمضمون الجملة {على المحسنين} جارّ ومجرور متعلّق بالفعل المقدّر حقّ وعلامة الجرّ الباء.
جملة: {لا جناح عليكم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إن طلّقتم} لا محلّ لها استئنافية وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن طلّقتم النساء فلا جناح عليكم.
وجملة: {لم تمسّوهنّ} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ ما.
وجملة: {تفرضوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: {متّعوهنّ} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {على الموسع قدره} في محلّ نصب حال من فاعل متّعوهنّ والرابط تقديره منكم.. أو لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {على المقتر قدره} في محلّ نصب أو لا محلّ لها معطوفة على جملة على الموسع قدره.
وجملة: {حقّ} {ذلك حقا} لا محلّ لها استئنافيّة.